مقالات إنجاز

مفهوم الترجمة؟
يمكن تعريف الترجمة بأنها عملية نقل وتحويل محتوى ما مفهوم لدى فئة معينة من الناس إلى محتوى آخر تفهمه فئة أخرى من الناس لتسهيل عملية التواصل بينهما؛ ويدخل ضمن نطاق هذا التعريف كل أنواع التراجم سواء الترجمة من لغة إلى أخرى أو الترجمة إلى لغة الإشارة مثلا أو فك نظم الشفرات أو غيرها من الطرق التي تسهل التواصل بين الناس من مختلف فئاتهم. إلا أن ما يهمنا هنا في المقام الأول هو عملية الترجمة من لغة منطوقة إلى أخرى سواء كانت هذه الترجمة لنصوص ملفوظة أو نصوص مكتوبة. وعلى ذلك تكون عمليةالترجمة هي نقل لمعاني كلام ملفوظ أو نص مكتوب من لغة إلى أخرى والتعبير عن هذه المعاني في اللغة الهدف بشكل مفهوم للمتلقي يوصل إليه كل الأفكار والرؤى والمواقف تمامًا كما أراد لها المتحدث الأصلي أو المؤلف الأصلي للنص أن تكون وتشكل لدى المتلقياستجابة مطابقة تمامًا لاستجابة المتلقي الأصلي الناطق باللغة الأصلية للنص أو الحديث الذي يخاطبه في الأساس المتحدث أو الكاتب.
الترجمة إذن عملية تواصلية بحتة تقوم على فهم جيد للغة المصدر والقدرة على التعبير عنها باللغة الهدف بحيث يفهمها المتلقي وكأنها نتاج حضارته وبيئته ونابعة من فكر وأسلوب خاص بثقافته ومصاغة بلغة اعتاد سماعها وقراءتها. فالترجمة الجيدة إذن هي التي تبدو كأنها عمل أصلي وليس ترجمة منقولة نقلا حرفيًا عن ثقافة أخرى.


أهمية الترجمة
اللغة أداة تواصل بين المتكلمين، تحمل حضارة الناطقين بها، تعبر عن حاجاتهم، وتعكس تقدمهم ورقيهم في مجالات المعرفة المختلفة. وهي بذلك تتبدل بتبدل الأحوال لتستوعب الأحداث والمجريات. وأمام ما يعيشه العالم من تطور وأحداث عالمية أصبحت الترجمة حاجة ملحة لمواكبة التقدم الحضاري، ولسبب لا يقل أهمية عن ذلك وهو نقل المعلومة وتبادلها. للترجمة دور لا يستهان به في التواصل بين الأمم، تحقق مبدأ التواصل بين ألسنة بشرية مختلفة، وتتخطى عقبة الحاجز اللغوي الذي يقف أحياناً حائلاً أمام التفاعل مع الآخر والتحاور معه.  وتتأكد الأهمية الاجتماعية والسياسية للترجمة في المجموعات التي تتكلم أكثر من لغة عموماً .
إن الدور الذي لعبته الترجمة في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية والعلمية والثقافية لدى الأمم المختلفة هو أمر لا يمكن إنكاره أو تجاهله. فقد لعبت الترجمة دوراً حضارياً وثقافياً وعلمياً بدأ منذ بزوغ فجر التاريخ البشري، ولا تزال تقوم بدورها حتى وقتنا هذا وستستمر في أدائه ما بقي للبشر حياة على وجه الأرض. وإن المتتبع لتطور الحضارات الإنسانية وتنامي التقدم العلمي الإنساني يجد أن الترجمة ظاهرة تسبق كل إنجاز حضاري لأي أمة، ثم تستمر مواكبةً للنمو الحضاري لهذه الأمة. إن البلدان الناهضة الساعية والجادة للالتحاق بركب التقدم تهتم بنقل أسرار التكنولوجيا والصناعات والعلوم المختلفة إلى لغتها، وذلك حتى تصبح متاحة لأبنائها بلغتهم التي درجوا على استخدامها، لينتقلوا بعد ذلك إلى مرحلة التفكير والتطوير وإحراز التقدم والسبق. وقد وضع العالم المعاصر الدول النامية أمام تحد بالغ، وخيار بين الحياة من خلال مواكبة التطور العلمي المتواصل، أو الموت بين الركام، ووحدها الترجمة هي القادرة على بناء الجسور التي يمكن من خلالها عبور الإنجازات البشرية.
وللترجمة دور في التغلب على التحديات التي تواجهها حركة البحث العلمي في وطننا العربي، وتطرح آليات يمكن من خلالها سد الفجوة المعرفية التي نعاني منها وتوفر رافداً يمكن من خلاله إثراء هذه الحركة. حيث إن البحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن من خلالها التوصل إلى حل للمشكلات واكتشاف حقائق جديدة واستنباط القوانين والنظريات. فالترجمة إذن هي نافذة فكرية ومدخل حضاري يضمن لهويتنا القومية المزيد من التواصل مع الآخر في كل مجالات إبداعه. ويقول بوشكين شاعر روسيا العظيم (المترجمون هم خيول بريد التنوير).
تكتسب الترجمة مكانة هامة في مجال انتقال العلوم والفكر والأدب من مجتمع إلى آخر للأسباب التالية:
·       الترجمة محرض ثقافي يفعل فعل الخميرة الحفّازة في التفاعلات الكيماوية، إذ تقدم الأرضية المناسبة التي يمكن للمبدع والباحث والعالم أن يقف عليها ومن ثم ينطلق إلى عوالم جديدة ويبدع فيها ويبتكر ويخترع.
·       تجسر الترجمة الهوة القائمة بين الشعوب الأرفع حضارة والشعوب الأدنى حضارة.
·       الترجمة هي الوسيلة الأساسية للتعريف بالعلوم والتكنولوجيا ونقلها وتوطينها
·       الترجمة عنصر أساسي في عملية التربية والتعليم والبحث العلمي.
·       الترجمة هي الأداة التي يمكننا عن طريقها مواكبة الحركة الثقافية والفكرية في العالم.
·       الترجمة وسيلة لإغناء اللغة وتطويرها وعصرنتها.


أنواع الترجمة  ؟؟
الترجمة التحريرية  Written Translation :  
وهي التي تتم كتابة. وعلى الرغم مما يعتبره الكثيرون من أنها أسهل نوعي الترجمة، إذ لا تتقيد بزمن معين يجب أن تتم خلاله،
إلا أنها تعد في نفس الوقت من أكثر أنواع الترجمة صعوبة، حيث يجب على المترجم أن يلتزم التزاما دقيقا وتاما بنفس أسلوب النص الأصلي، وإلا تعرض الشفهية للانتقاد الشديد في حالة الوقوع في خطأ ما
الترجمة التحريرية : - و منها :
·       الترجمة الحرفية : - و هي التي يتقيد فيها المترجم بالنص المصدر تركيباً و مضموناً, و لا يعطى لنفسه اى فرصة للتصرف . و تعتبر أسوأ نوع خاصة في المجال الأدبي .
·       الترجمة بتصرف : -و فيها يقدم المترجم الكلمات و العبارات و يؤخرها للوصول إلى صياغة مثلى و للإتيان بنفس المعنى , و هي الشائعة في المجلات و الكتب و الدوريات .
·       الترجمة التلخيصية : - و فيها يختصر المترجم فكرة النص و يقدمها بأسلوبه الشخصي .
·       الترجمة التفسيرية : - و فيها يضيف المترجم كلمات و عبارات من عنده شارحاً فيها أي غموض في النص المصدر , و قد يلجأ المترجم للشرح أيضا إذا
·       توقع عدم معرفة المتلقي لمصطلح أو شخصية أو نحو ذلك , و لكن يفضل إن يكون هذا الشرح في الهوامش , و هي مألوفة في النصوص العلمية .
·       الترجمة الحرة/الإبداعية : - و يتصرف المترجم فيها بطريقة حرة تماماً في الأسلوب و المحسنات البلاغية- ما عدا موضوع النص و أفكاره - حسب رؤيته
·       الاقتباس : - و هو نوع يأخذ فيه المترجم الفكرة الرئيسية main theme للنص المصدر و يخلق قضايا فرعية بصورة و لغة جديدتين تناسبان المتلقي .
·       التعريب : - و هو تحويل مواقف و شخصيات و بيئة النص الادبى و ألفاظه و مصطلحاته إلى نص عربي . و إذا أردنا مزيداً من خصوصية و أقلمة النص أدخلنا فيه لهجة المنطقة أو الإقليم و نقول عنها مثلاً السودنة ( نسبة للسودان ), لبننة , سعوده ....إلى أخر كل الدول , و في هذه الحال تسمى الأقلمة .
الترجمة الشفوية Oral Interpretation:  
وتتركز صعوبتها في أنها تتقيد بزمن معين، وهو الزمن الذي تقال فيه الرسالة الأصلية. إذ يبدأ دور المترجم بعد الانتهاء من إلقاء هذه الرسالة أو أثنائه. ولكنها لا تلتزم بنفس الدقة ومحاولة الالتزام بنفس أسلوب النص الأصلي، بل يكون على المترجم الاكتفاء بنقل فحوى أو محتوى هذه الرسالة فقطوتنقسم الترجمة الشفهية إلى عدة أنواع:
أولا: الترجمة المنظورة At-Sight Interpreting :
أو الترجمة بمجرد النظر. وتتم بأن يقرأ المترجم نص الرسالة المكتوبة باللغة المصدر SL بعينيه، ثم يترجمها في عقله، ليبدأ بعد ذلك في ترجمتها إلى اللغة المنقول إليها TL بشفتيه.
ثانيا: الترجمة التتبعية Consecutive Interpreting :
وتحدث بأن يكون هناك اجتماعا بين مجموعتين تتحدث كل مجموعة بلغة مختلفة عن لغة المجموعة الأخرى. ويبدأ أحد أفراد المجموعة الأولى في إلقاء رسالة معينة، ثم ينقلها المترجم إلى لغة المجموعة الأخرى لكي ترد عليها المجموعة الأخيرة برسالة أخرى، ثم ينقلها المترجم إلى المجموعة الأولى ... وهكذاومن الصعوبات التي يجب التغلب عليها في الترجمة التتبعية، مشكلة الاستماع ثم الفهم الجيد للنص من منظور اللغة المصدر نفسها. ولذلك فيجب العمل على تنشيط الذاكرة لاسترجاع أكبر قدر ممكن من الرسالة التي تم الاستماع إليها0
ثالثا: الترجمة الفورية Simultaneous Interpreting :  
وتحدث في بعض المؤتمرات المحلية أو المؤتمرات الدولية، حيث يكون هناك متحدث أو مجموعة من المتحدثين بلغة أخرى عن لغة الحضور.  ويبدأ المتحدث في إلقاء رسالته بلغته المصدر SL ليقوم المترجم بترجمتها في نفس الوقت إلى لغة الحضور TL. 
هل الترجمة علم ام فن؟
الترجمة  علم وفن :
·    أولا :انها علم لان المترجم لابد ان يكون دارسا للغة من حيث المهارات اللغوية ومن حيث قواعد اللغة
·    ثانيا :انها فن لان علي المترجم ان يكون متذوقا لمعني النص الذي يقوم بترجمته ولا يعتمد علي الترجمة الحرفية للنص ثانيا انها فن لان علي المترجم ان يكون متذوقا لمعني النص الذي يقوم بترجمته ولا يعتمد علي الترجمة الحرفية للنص. كما ان المترجم يعتمد على الإبداع والحس اللغوي والقدرة على تقريب الثقافات وهو يمكن جميع البشرية من التواصل والاستفادة من خبرات بعضهم البعض. فهي فن قديم قدم الأدب المكتوب. فقد تم ترجمة أجزاء من ملحمة جلجامش السومرية، من بين أقدم الأعمال الأدبية المعروفة، إلى عدة لغات آسيوية منذ الألفية
الثانية قبل الميلاد.
العناصر الأساسية للترجمة:
1- نقل المعنى (وليس نقل الكلمات نقلاً حرفياً وإلا لن نستطيع نقل الشعر أو الأمثال أو التشبيهات المجازية والإستعارية).
2- نقل الغلاف اللغوي الذي يغلف المعنى (بمعنى نقل الزمن سواء ماضي أو مضارع . (المضارع ليس زمنا وإنما هو صيغة.. أما الأزمنة فهي الماضي والحاضر والمستقبل) إلى آخره, ومدلولات الزمن والنحو تضيف للمعنى وتعززه وبالتالي كلما تعمق المترجم في فهم الجملة كلما وجد أدلة ومفاتيح تثبت وتؤكد صحة ترجمته أو تقوده للأصح).

3- نقل الأسلوب (نقل أسلوب الكاتب أو المتحدث وتشبيهاته والصور الجمالية المستخدمة ونقلها من خلال حضارة اللغة الهدف حتى تصبح مستساغة ومفهومة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق